بوجاتي تسدال الستار على اسطورة محرك W16 بوليد الاخيرة
ما تراه أمامك ليس مجرد سيارة خارقة جديدة، بل النسخة الأخيرة من مشروع وُلد ليحتفل بأسطورة هندسية محرك بوجاتي W16 سعة 8.0 لتر رباعي التوربو بعد 20 عام من الصراخ الميكانيكي الذي بدأ مع فيرون عام 2005، وازداد وحشية مع تشيرون، خرجت اليوم آخر تحفة من مولشيم السيارة رقم 40 من بوجاتي بوليد (The Final Bugatti Bolide)
حين قدمت الشركة العريقة مشروع بوليد لأول مرة عام 2021، كان السؤال بسيطاً: ماذا لو أعطينا محرك الـ W16 آخر فرصة ليصرخ بلا قيود، بلا حدود، وبأقصى ما تستطيع الهندسة تقديمه لسائق “جنتلمان” يريد سيارة حلبات خالصة؟

تمثّلت النتيجة بصيغة تُشبه الخيال 1,578 حصان من قلب W16، وزن جاف أشبه بوزن سيارة سباق، ديناميكا هوائية مستوحاة من طرازات LMdH، هندسة مطبوعة من التيتانيوم، مكابح بريمبو من الكربون، إطارات ميشلان ملساء للسباقات، وقوة ضغط سفلية تكاد تلصقك بالأرض بوجاتي لم تترك شيئاً للصدفة بوليد كانت مشروع صناعة شيء مختلف.
تختتم العلامة مسيرتها هذه بالنسخة رقم 40 التي تتوشح بتدرجات اللون الأزرق، من طلاء “Black Blue” بلمسات “Lyonnais” إلى مقصورة “ألكانتارا” بلون “Lake Blue”، في خيار مدروس يُحيي أمجاد “Type 35” سيدة سباقات العشرينيات.
وستنضم هذه الصيغة الأخيرة، المزدانة بالعلم الفرنسي، إلى مجموعة حصرية بجوار آخر “Veyron Grand Sport” وسيارة “Type 35” أصلية، لتكتمل بذلك ثلاثية نادرة تجسد قرناً من التفوق الهندسي يربط عراقة العصور الوسطى للميكانيكا، بوحشية التيتانيوم المستقبلية.

قدّمت بوجاتي بوليد أرقام أداء أيقونية حتى بالنسبة لمعايير بوجاتي نفسها، فهي آلة مصممة للحلبات فقط بلا أي مساومة: انطلاق من السكون صفر إلى 100 كم/س في 2.17 ثانية، سرعة قصوى نظرية تبلغ نحو 500 كم/س، ولفة مذهلة في لومان بقيادة آندي والاس بزمن 3:07.1 دقيقة، وزمن مرعب قدره 5:23.1 دقيقة على نوربورغرينغ نوردشلايفه. وهذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة حزمة أيروديناميكية تولّد قوة سفلية هائلة، وقَفص تيتانيوم مطبوع ثلاثي الأبعاد، وضبط هندسي يسمح للسائق بالسيطرة على وحش يبدو مستعداً لابتلاع كل ما أمامه على الحلبة.

“النهاية” ليست مجرد كلمة.. بل نهاية حقبة ميكانيكية لن تتكرر لذا حمل بيان وداع بوليد الرسمي التصريح التالي:
نعم، لم يكن الأمر مجرّد بناء 40 نموذج بل مثّل إعلاناً رسمياً بأن عصر المحركات العملاقة متعددة الأسطوانات يطوي صفحته الأخيرة، وبأن محرك W16 سيُحفظ من الآن فصاعداً في المتاحف وقلوب عشّاق المحركات.
إنها النقطة الأخيرة في سطر استمر 20 عام من الجنون الهندسي. لقد كان وداعاً من فئة الأساطير.






