اخبار السياراتاخبار محلية

معرض السيارات الكهربائية في الرياض يعود بدورة جديدة وسط ارتفاع الإقبال على السيارات الكهربائية إلى 40% في المملكة العربية السعودية

في وقت يشهد فيه قطاع السيارات الكهربائية في المملكة نقطة تحوّل بارزة، تستضيف العاصمة السعودية بين 27 و29 أكتوبر 2025 الدورة الرابعة من معرض السيارات الكهربائية في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. فوفقًا لما كشفته أحدث الأبحاث السوقية، يفكّر 40% من المستهلكين السعوديين اليوم في شراء مركبة كهربائية خلال الأشهر الـ١٢ المقبلة، مقارنةً بأقل من 1% قبل عامين فقط.

ويجعل هذا التحوّل من العام 2025 مرحلة محورية في مسيرة المملكة نحو التنقّل الكهربائي، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى أن تكون 30% من السيارات في الرياض كهربائية بحلول عام 2030.

ويجمع المعرض أكثر من 120 جهة عارضة من 35 دولة لتسليط الضوء على أحدث ما توصلت إليه تقنيات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن. وستيخلّل الحدث إطلاق سيارة “روكس أداماس” الرياضية الفاخرة ومتعدّدة الاستخدامات المخصّصة لجميع التضاريس في المملكة لأوّل مرة، وذلك بعد أن تم الكشف عنها رسميًا في أبوظبي مؤخرًا، بالإضافة إلى تقديم سيارة “جرافيتي” الرياضية ومتعدّدة الاستخدامات من شركة “لوسِد موتورز” (Lucid Motors) في خطوة تؤكد تنامي خيارات السيارات الكهربائية الفاخرة المتاحة للمستهلكين في المملكة.

بناء منظومة متكاملة للسيارات الكهربائية

تتجاوز دورة 2025 من المعرض حدود عرض السيارات وبيعها لتسلّط الضوء على التصنيع المحلي، والبنية التحتية للشحن، وبرامج تدريب الكوادر الوطنية.

ستعرض شركة “لوسِد موتورز” أحدث طرازاتها، وهي الشركة التي تدير أوّل منشأة لتجميع السيارات في المملكة وتحديدًا في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، حيث يتم تجميع نحو 5,000 سيارة سنويًا. وتخطّط الشركة السعودية الأمريكية للتوسّع في مصنعها خلال السنوات المقبلة وبلوغ الطاقة الإنتاجية الكاملة أي 155,000 سيارة، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.

كذلك، تشارك في المعرض الأكاديمية الوطنية للسيارات والمركبات (ناڤا)، وهي مبادرة من صندوق الاستثمارات العامة أُطلقت عام 2024 لتقديم برامج التعليم والتدريب التقني. ومن خلال شراكاتها مع بعض الجهات الرائدة في القطاع، مثل شركتي “سير” (Ceer) و”لوسِد موتورز” (Lucid Motors)، تسعى الأكاديمية إلى تدريب الكوادر السعودية الشابة في مجال خدمات السيارات وتقنيات المركبات الكهربائية، بما يضمن إعداد قوى عاملة ماهرة تدعم نمو هذا القطاع الحيوي.

علامات تجارية عالمية تلتقي بالطموح المحلي

يكشف المعرض عن مجموعة واسعة من السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن من شركات عالمية رائدة وأخرى جديدة في السوق. وتشمل قائمة الجهات العارضة شركة “بي واي دي” (BYD)، أكبر مصنّع للمركبات الكهربائية في العالم، وشركتي “تسلا” (Tesla) و”سيكست” (Sixt)، إضافةً إلى علامات صينية بارزة مثل “شيري” (Chery) و”جايكو” (JAECOO) و”آي كور” (iCAUR).

كذلك، تشارك شركات متخصّصة في حلول الشحن الكهربائي مثل “ألبترونيك” (Alpitronic) لعرض أحدث تقنيات الشحن السريع والمتطوّر. وجديرٌ بالذكر، في هذا السياق، أنّ المملكة توسّعت في نشر محطات الشحن العامة في أكثر من 200 موقع حتى الآن، مع خطط لإنشاء أكثر من 1,000 محطة بحلول عام 2030.

برنامج المؤتمر: من الاستراتيجية إلى التنفيذ

إلى جانب المعرض، يتضمّن برنامج الفعالية مؤتمرًا سيجمع أكثر من 60 متحدثًا من الخبراء، حيث سيناقشون التحديات العملية أمام انتقال المملكة إلى الاعتماد تدريجيًا على السيارات الكهربائية. وستشمل أبرز المحاور النقاشية:

السياسات والبنية التحتية: تحقيق مستهدف 30% من السيارات الكهربائية في الرياض ضمن رؤية السعودية 2030 من خلال تنسيق الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص

شبكة محطات الشحن: التوسّع في البنية التحتية للشحن من 200 محطة إلى أكثر من 1,000 محطة، مع ضمان تغطية شاملة وتوافق تقني

التصنيع المحلي: استعراض أفضل الممارسات في مجال تجميع السيارات الكهربائية وإنتاج قطعها وأجزائها، بالاستفادة من تجربة شركة “لوسِد موتورز” في المملكة

التمويل: وضع برامج تحفيزية وحلول تمويلية لتسريع تبنّي السيارات الكهربائية من قبل المستهلكين والأساطيل التجارية

التقنيات: مناقشة التطوّرات في مجالات البطاريات وحلول تخزين الطاقة المناسبة للظروف المناخية القاسية في السعودية

التنقّل الرقمي: استعراض منصات التنقّل كخدمة (Mobility-as-a-Service) وأنظمة المركبات المتصلة التي تشكّل مستقبل النقل الحضري الذكي

وفي خلال هذه الحلقات النقاشية، سيقدّم قادة الصناعة والمسؤولون الحكوميون والخبراء التقنيون مرئياتهم لمختلف الجهات المعنية عبر سلسلة قيمة قطاع السيارات الكهربائية، بدءًا من المصنّعين والمستوردين وصولًا إلى مشغلي الأساطيل، ومطوري شبكات الشحن، والمؤسسات المالية.

تسارع نمو السوق

يعكس توسّع المعرض تطوّر قطاع السيارات الكهربائية في المملكة، إذ تضاعف عدد الحضور من 6,000 زائر في عام 2023 إلى أكثر من 12,000 زائر متوقّع في عام 2025، فيما سجلت مشاركة الجهات العارضة زيادة سنوية بنسبة 20%.

وبالنظر إلى معدل المستهلكين الذين يفكرون في شراء سيارة كهربائية (40%)، يمكن الإشارة إلى تحوّل كبير في تفضيلات السوق السعودي في ظلّ تحسّن الجدوى الاقتصادية للسيارات الكهربائية، وتنوّع الخيارات المتاحة، وارتفاع الوعي البيئي. ويتوقّع محلّلو القطاع أن ينمو سوق السيارات الكهربائية في السعودية من 2.3 مليار دولار أمريكي في عام 2024 إلى 15.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، مدعومًا بالحوافز الحكومية، والاستثمارات في البنية التحتية، وتوفّر طرازات بأسعار تنافسية عبر مختلف الفئات.

ويرسّخ هذا النمو مكانة المملكة العربية السعودية بين أكثر أسواق السيارات الكهربائية ديناميكية في منطقة الشرق الأوسط، ممّا يتيح فرصًا واعدة للمصنّعين ومزوّدي التقنيات وشركات الخدمات.

دعم القطاع

يحظى المعرض بدعم شركاء رئيسيين يساهمون في تحقيق رؤية المملكة للتنقّل الكهربائي:

الراعي الرئيسي: شركة “إلكترومين” (Electromin)، المزوّد الرائد لحلول السيارات في المملكة، حيث توظّف خبرتها في السوق وشبكاتها الواسعة من الوكلاء لدعم تبنّي السيارات الكهربائية

الراعي البلاتيني: شركة “سوليوشنز فالي” (Solutions Valley)، المشروع المشترك بين الشركة السعودية للكهرباء وعدد من الشركاء، حيث تقدّم مرئيات متخصّصة حول تكامل الشبكات، والبنية التحتية للشحن، وأنظمة إدارة الطاقة لدعم التوسّع في استخدام السيارات الكهربائية

شركاء المعرفة: شركات “بي دبليو سي” (PwC) و”فروست آند سوليفان” (Frost & Sullivan) و”رولاند بيرغر” (Roland Berger)، حيث تقدّم تحليلات سوقية مستقلّة وأبحاثًا حول أفضل الممارسات لدعم صنّاع القرار في القطاع

الشريك الداعم: سلسلة سباقات فورمولا إي (Formula E) التي تظهر أداء أنظمة الدفع الكهربائي وتسهم في تعزيز حماس المستهلكين من خلال سباقات عالمية المستوى

تجربة الزوار

يقدّم معرض السيارات الكهربائية في الرياض 2025 خيارات متعدّدة تمكّن الزوار من التفاعل والانغماس في رحلة تحوّل المملكة العربية السعودية نحو التنقّل الكهربائي:

تجربة القيادة: اختبار أحدث السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن، ومقارنة الأداء والمدى والمواصفات عبر مختلف العلامات التجارية والفئات السعرية

استكشاف التكنولوجيا: التعرّف على أحدث تقنيات الشحن، وأنظمة البطاريات، وحلول إدارة الطاقة التي تجعل الانتقال الواسع إلى السيارات الكهربائية ممكنًا وعمليًا

التواصل: بناء علاقات مع المصنّعين ومزوّدي التقنيات والمستثمرين وصنّاع السياسات ومشغّلي الأساطيل وشركات الخدمات، نظرًا إلى الدور الذي يؤديه كل منهم في رسم ملامح قطاع السيارات الكهربائية في السعودية

التعلّم والتثقيف: حضور جلسات المؤتمر المتخصّصة التي يقودها الخبراء من أجل التعرّف على استراتيجيات عملية تساعد في مواكبة تحوّل المملكة نحو السيارات الكهربائية

الشراكة: اكتشاف فرص التعاون في سوق التنقّل الكهربائي الذي يشهد نموًا سريعًا في السعودية والذي يُتوقّع أن يصل حجمه إلى 15.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030

معلومات الفعالية

سيُقام معرض السيارات الكهربائية في الرياض 2025 من 27 إلى 29 أكتوبر 2025 في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، من الساعة 11:30 صباحًا حتى 8:00 مساءً يوميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى