الصين تستعد لغزو شاحنات نقل البضائع وتقود التحوّل العالمي
%22 من الشاحنات في الصين أصبحت كهربائية

بعد أن أزاحت شركات السيارات الصينية “تسلا” عن صدارة مبيعات السيارات الكهربائية، تتجه بكين الآن إلى ساحة جديدة: شاحنات نقل البضائع الكهربائية.
فوفقًا للوكالة الدولية للطاقة، شكّلت الشركات الصينية نحو 80% من إجمالي مبيعات الشاحنات الكهربائية حول العالم عام 2024، والتي بلغت 90 ألف شاحنة.
وتتصدر شركة بي واي دي المشهد، إذ بدأت بتصدير شاحناتها الكهربائية إلى أسواق مثل إيطاليا، بولندا، إسبانيا، والمكسيك، إلى جانب ثماني شركات صينية أخرى تهيمن على السوق، بحسب تقرير نشره موقع “restofworld”
الصين تقود التحوّل العالمي
بينما تعثرت شركات غربية كبرى في تطوير الشاحنات الكهربائية، وضعت الصين خطة وطنية على مدى 15 عامًا جعلت المركبات التجارية الكهربائية أولوية قصوى.
النتيجة: باتت 22% من سوق الشاحنات الثقيلة في الصين كهربائية خلال النصف الأول من 2025، في حين لم تتجاوز النسبة في أوروبا 1% فقط، بينما لم تبع الهند سوى 280 شاحنة كهربائية طويلة المدى العام الماضي.
ويعود الفضل في هذا التقدم إلى مزيج من السياسات الحكومية، الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، وتقنيات مثل تبديل البطاريات التي تُستخدم الآن في نحو 40% من الشاحنات الثقيلة الكهربائية بالصين، لتجاوز عقبة الشحن الطويل.
منافسة غربية متعثرة
على النقيض، لم تحقق شركات مثل “فولفو” سوى مبيعات محدودة لم تتجاوز 5 آلاف شاحنة كهربائية موزعة على 50 دولة، بينما واجهت “تسلا” صعوبات كبيرة مع شاحنتها الكهربائية “سيمي” بسبب التكلفة والقدرة المحدودة على قطع المسافات الطويلة.
مستقبل الشاحنات الكهربائية
يتوقع خبراء أن تصل نسبة الشاحنات الكهربائية في الصين إلى 50% من السوق بحلول 2028، مع طموحات بعض الشركات إلى بلوغ 80%.
كما بدأت شركات صينية بالفعل بإنشاء مصانع خارج حدودها، مثل مشروع Windrose في ولاية جورجيا الأميركية، ما يعكس مساعيها للسيطرة على السوق العالمي.
ويُرجّح محللون أن ما حدث في قطاع السيارات الكهربائية سيتكرر مع شاحنات نقل البضائع، لتُصبح الصين اللاعب الأبرز في هذه الصناعة الناشئة، مدعومةً بتكلفة تشغيل أقل من الديزل بنسبة تصل إلى 26%، وسلسلة توريد متكاملة لا تملكها أي دولة أخرى.