الاختبارات الصارمة للقطع محور تركيز أساسي في شراكة فورد مع ريد بول في سباقات الفورمولا 1

بقي من الزمن عام واحد على دخول فورد أول سباق فورمولا 1 لها منذ عقدين، لكنّ الاختبارات تجري على قدم وساق – وهي ليست اختبارات عادية على الإطلاق.
فمن خلال تطبيق أساليب اختبار مشابهة لتلك المستخدمة في صناعة الطيران والفضاء، يعمل الفريق بوتيرة سريعة على انتاج قطع عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد ليستخدمها فريق السباقات قبل تفعيل الشراكة لأول مرة على المضمار في العام المقبل.

وقد صرّح كريستيان هيرتريش، مدير مجموعة نقل الحركة في فورد برفورمانس لرياضة السيارات، الذي قدّر أن تكون فورد قد أنتجت نحو 1000 قطعة لفريق ريد بول حتى اليوم: “لا أتحدّث هنا عن أشياء سهلة مثل البراغي والعزقات… هذه قطع معدنية أو مصنوعة من مواد مركّبة وفق عمليات تصنيع معقدّة يجري اختبارها حتى أقصى الحدود بحيث تتمكّن من تحمّل قساوة السباقات التي يبلغ متوسط السرعة فيها نحو 200 ميل في الساعة.”
من جهته، قال كيث فيريل، الذي يعمل في فريق تطوير تقنيات التصنيع لدى فورد ويدير العلاقة مع فريق ريد بول في ما يتعلّق بالتصنيع المعتمد على الطباعة ثلاثية الأبعاد: “هذا المستوى من الطباعة ثلاثية الأبعاد يتيح لشركة فورد طباعة قطع للسباقات لا يمكن تصنيعها بالطرق التقليدية.”

وتشمل هذه القطع الألواح الباردة للبطاريات وألواح التبريد للأجزاء الأخرى. وتستغل فورد خبرتها في التصنيع، التي تزيد عن 100 عام، لإنتاج مكوّنات لنظام نقل الحركة، بما في ذلك محرّك الاحتراق الداخلي ونظام الهجين لتوليد الطاقة.
ويتم اختبار كل قطعة من قبل فريق الطباعة ثلاثية الأبعاد وفق معايير أساسية مثل القوة الميكانيكية والصلابة والامتثال الهندسي (المسح ثلاثي الأبعاد). ومع ذلك، تُجرى اختبارات أخرى باستخدام التصوير بالأشعة السينية
والتصوير المقطعي المتقدم بواسطة الفريق المشرف على تقييم الجودة، والذي يقوم بإنشاء وفحص النماذج الرقمية للمكوّنات قبل التوجّه إلى مختبر القياس في مركز تطوير منتجات فورد.
وقال هيرتريش إنّ المساهمات تأتي من الموظفين خارج التصنيع بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد، بما في ذلك المسؤولون عن نماذج المركبات الجديدة والأنظمة الحرارية وتطوير البطاريات.
وأضاف: “نحن نطلب دعم كل فرق فورد في كل هذه المجالات من الخبرة من أجل المساعدة في تنفيذ البرنامج، لا مجموعة محرّكات رياضة السيارات فقط. ومن المدهش أن نرى عدد المجالات المختلفة للشركة التي شاركت فعلاً. وهذه الاختبارات المتزايدة تنتقل إلى الفرق الأخرى في فورد لاختبار الأجزاء المستخدمة في الطرازات التجارية.
هذا ويمكن رؤية مثال ملموس على كيفية استفادة سيارات فورد الإنتاجية فعلاً من نقل التقنيات في برنامج F-150. فقد استخدم فريق الهندسة المختصّ بالجودة تقنيات المسح المتقدّمة لتحديد مشكلة فيضان الغراء بسرعة في المصابيح الأمامية، والتي تسببت في التكثف وبالتالي في إصلاحات باهظة الثمن. وكانت هذه المشكلة بعيدة عن طرق الاختبار التقليدية لأشهر عدّة، ولكن تم الكشف عنها في يوم واحد فقط من الاختبارات.
وتتطلع فورد الآن إلى توسيع نطاق عمليات مراقبة الجودة الصارمة هذه لتشمل طرازات أخرى بهدف تحسين موثوقية السيارة.